تفاصيل الكتاب
تكمن المشكلة الأساسية لهذا الكتاب في دراسة التجربة الدينية وحضورها في فلسفة الدين غربيا وهي تعبر عن التفاعل بين الفهم التقليدي للدين من جهة، ومناهج التفكير الحديثة التي تسعى لفهم الدين في إطار التجربة الشخصية والفردية. نواجه في هذا الكتاب إشكالية رئيسية حول كيفية تفسير الدين بعيدًا عن التفسيرات المختزلة التي اعتبرت الدين مجرد استجابة للاحتياجات الاجتماعية أو النفسية. يكمن التحدي في أن الدين في نظر شلايرماخر وأوتو وجيمس لا يمكن اختزاله إلى مجرد ظاهرة اجتماعية أو ثقافية؛ بل هو تجربة روحية ذات طابع خاص، تُختبر وتُعاش على مستوى الأفراد. كما أن هذه الفلسفات تتساءل حول كيفية فهم الدين في سياق عقلاني يتسم بتحديات العَلمانية الحديثة والنظريات النفسية.
في هذا الإطار، يتناول الكتاب اربعة مفكرين مختلفين في مناهجهم: الأول، فريدريش شلايرماخر، الذي قدم رؤية فريدة للدين تقوم على العاطفة والتجربة الذاتية بدلًا من العقلانية التقليدية. الثاني، رودولف أوتو، الذي أسهم بمفهوم "النومينوس" (القدسي) في تفسير الدين على أنه تجربة عاطفية لا يمكن اختزالها إلى تفسير عقلاني. الثالث، ويليام جيمس الذي طبق المنهج البراجماتي على الدين، مبرزًا أهمية التجربة الشخصية والنتائج العملية التي تترتب على المعتقدات الدينية، والرابع وليم استيس.....