تفاصيل الكتاب
نحاول في هذا البحث ان ندرس الاشكالية التي كانت حاضرة عندما تبلور هذا الخطاب وكيف تداخلت فيه مرجعيات متنوعة وأسهمت في تطوره ونضج مقولات حتى اصبحت اليوم متخفية في مقولات متعارضة تحاول اخفاء اصول مقولات ولحظات تشكله كخطاب عرفاني يجمع بين المقولات العقلانية اليونانية والجانب الروحاني الشرقي بجنب العلوم الخيميائية والسحر والقبالة وهي مقولات متعارضة ومتقاطعة بأحيان كثيرة .
بل ان هذه المقولات تداخلت اليوم فكانت الأداة التي انطلقت منها الحداثة في نقدها للخطابات الدينية اذ كانت هذه المقولات حاضرة في اثناء ظهور عصر النهظة والتحولات العلمية الحديثة فقد كان لهذه المقولات حضورها في فكر بعض علماء النهضة ، واتخذت وسيلة للتحول من سلطة الكنيسة الى ما بعدها .
لكن لحظة تكون هذا الخطاب مرتبطة بحوادث مهمة تمثلت بدخول الاسكندر ومشروعه السياسي والثقافي الساعي الى نشر الثقافة اليونانية في الشرق وهو مشروع استيطاني أدى الى قيام مستوطنات يونانية تحاول نقل المشروع المدني اليوناني حيث تحولت تلك المستوطنات الى مدن كبيرة في الشرق مثل الاسكندرية وانطاكيا ، وقد اتخذ منها خلفاء الاسكندر عواصم لهم من اجل استمرار مشروع الاسكندر في الشرق .