تفاصيل الكتاب
: اذا كانت اوربا تملك عمقا معرفيا في الفلسفة اليونانية قبل الثقافة الدينية المسيحية احتاجته فيما بعد خلال صراعها مع ثقافة الكنيسة، فان العالم العربي لم يغادر حواضر معرفية مكتنزة الى الثقافة الدينية الإسلامية فقد نزل القرآن الكريم على امة لم تكن تتعدى معرفيات الشعر والانساب وايام العرب وغزواتهم)… وحينما تحولت الثقافة الدينية المسيحية في اوربا الى أغلال للعقل والمعرفة والحقوق المدنية للانسان، عاد الاوربيون أولا الى عقلانية الفلسفة في تراثهم، فقادتهم الى انهاء اسطورة المنطق القياسي، وتحرك فرانسيس بيكون نحو منطق جديد ينتج معرفة جديدة
وتحركت بعده قوافل المفكرين لتخرج اوربا من حالة الانسداد امام مشروعها للنهضة، وان انتهت الى عبودية الطبيعة واعتماد لقوانين القوة وليس …قوانين القيم لكن رغم ذلك فلا تزال امم اوربا الامة القوية المستقرة المتواصلة في تطوير مشروعها الحضاري المعاصر.