تفاصيل الكتاب
لم يمت الإنسان مادامت آثاره العلمية والأدبية موجودة، فالعالم يخلد بعلمه، والأديب بأدبه وقصائده ، والمفكر بما يتركه من مؤلفات وبحوث ومقالات، والتي تبقى شاهدة على حضوره الحي في ذاكرة قرائه ومحبيه ومريديه . وقد كان الدكتور الراحل علي البهادلي، نجل آية الله الشيخ أحمد البهادلي ( دام ظله ) من أولئك الذين تركوا أثراً لا يمحى، وذكراً لا يندثر : بما ابدعه يراعه من نتاج علمي وأدبي وثقافي رصين . ولا أبالغ إن قلت إنه من أفضل من كتب عن الحوزة العلمية في النجف الأشرف، إن لم يكن أولهم من حيث العمق والتميز، إذ برع قلمه الفذ في توثيق تاريخها ، ورصد معالمها ، وتحليل أدوارها الفكرية والاجتماعية، حتى غدت كتاباته مرجعاً لا غنى عنه لكل باحث جاد يتناول هذا الحقل المعرفي. وتتميز بحوثه ومقالاته الأخرى بما عرف عنه من رصانة علمية ودقة منهجية، ووضوح في الطرح، وعبارات مسبوكة بإتقان، حيث يعالج من خلالها قضايا الناس وهمومهم، ويقارب الموضوعات المعاصرة بعين ناقدة، ووعي بصير، وحرص أصيل على الإصلاحوالمعرفة لمفكر مؤمن برسالته . إن جمع هذه المقالات والبحوث في هذا الكتاب، هو حفظ التراث ثمين، وتخليد لصوت ظل حيا في قلوب الكثير برغم تقادم السنين .