تفاصيل الكتاب
بداية الشهر القمري هي محض اعتبار، لان حركة القمر والشمس والافلاك هي حركة كونيّة تكوينيّة، اما بداية الشهر فهي بحسب ما يراه المنظمون للأوقات في كل شعب، فلا مانع من أن يكون الابتداء من أية حالة، فلا مانع من أن تكون البداية من الولادة، ولا مانع من جعلها من كون القمر بدرا، فيكون الشهر من البدر إلى البدر، وغير ذلك مما يمكن تصوّره، فلا مانع من ذلك أبدا.
فالمسألة اذن اعتباريّة محضة، وإن كانت حركة القمر أمرا تكوينيا... وقد اختلفت الآراء.. فقد اعتبر الفلكيون أن أول الشهر القمري هو لحظة ولادة الهلال، أي خروجه من المحاق. واعتبر فقهاء المسلمين بداية الشهر هي الرؤية..
*
ان التنقيب وجمع المعلومات توصل إلى معلومات مهمة حول التقويم القمري والاشهر الحرم في العصر الجاهلي، مما يشكل تحديات قوية للممارسات الحالية بشأن مفهوم ومتطلبات الاشهر الحرم، وضرورة ثبات موقعها في التقويم، وبالتالي العلاقة القائمة بين التقويمين القمري والشمسي في ثقافة عرب ما قبل الإسلام وسائر الثقافات الاخرى كالبابليين والعبرانيين والفرس واليونان والرومان وسواهم.
والقاء الضوء على هذا الموضوع بالرغم من خطورة الاشكالية التي يحملها، قد تجد أذانا صاغية لدى الفقهاء المسلمين وجرأة في البحث عن الحقيقة والالتزام بها..