تفاصيل الكتاب
أن سبب إختيارنا لهاتين الشخصيتين شريعتي ومطهري وتسليط الضوء على أبرز ماجاء في طروحاتهما , هو لما لهما من تأثير كبير على مستوى الأوساط الثقافية والاجتماعية والجامعية وحتى السياسية , نتيجة لما طرح من أفكار ورؤى قلبت الموازين وأحدثت ضجة كبيرة على صعيد الفكر الإسلامي الشيعي طيلة العقدين السابع والثامن من القرن العشرين بين من يرى أن الحداثة والآيديولوجيا الغربيتين تمثل حالة قصوى من الرقي في الركب البشري , وبالتالي فان مناهجه متفوقة وهي تعكس الذروة حتى في دراسة إسلامنا وأوضاعنا وشؤوننا الخاصة , لذلك سعوا الى التجديد الديني وإعادة تفسير العقائد والمعارف الموروثة وفق مقتضيات العصرالراهن . وبين من ينظر الى الإسلام كمنظومة فكرية متماسكة الأركان في أبعادها الفكرية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية , وتمتلك القدرة في التعامل مع جميع المشاكل الحياتية وإيجاد الحلول , لأن القانون الإلهي لم يقتصر على العبادة وإنما استوعب جميع مناحي الحياة , وعليه يؤمن هؤلاء باستقلالية المنهج الإسلامي وكماله .
ونسلط الضوء في هذه الدراسى ما أمكننا على أهم ماطرح من أفكار ورؤى من قبل الأثنين شريعتي ومطهري بخصوص قضايا وثوابت الفكر الإسلامي الشيعي , يأتي في طليعتها الأصالة الإنسانية , وأعادة قراءة التشيع , والدعوة الى الوحدة الإسلامية , والتغيير الاجتماعي , والمجتمع التوحيدي المثالي , والدين والمؤسسة الدينية , واصلاح المنظومة الفكرية , والقضيتين المحوريتين الحسينية والمهدوية , والبعد السياسي والاجتماعي للإسلام , وقضايا أخرى في سياق الفكر الإسلامي الشيعي .