منهج تحليلي واستنطاق للعهد المبارك، واكتشاف أكبر عدد من الأفكار والمعاني السياسية الكامنة فيه.. حيث إن عهد الإمام علي ( عليه السلام) إلى مالك الأشتر (رض) هو كتاب يعلم ويوجه إلى أساسيات بناء دولة ناجحة وقوية من خلال حكومة عادلة تتبنى منهج السياسة الأخلاقية.. فالعهد هذا ، ثروة عظيمة من الأفكار والتوجيهات التي ترشد إلى الحكم الأخلاقي العادل.. وهو كتاب يعلم كيفية بناء الدولة الأخلاقية العادلة. وهو في جوهره منهج فكري وسياسي أخلاقي يعلم المؤمنين الرساليين، وكل من يريد أن يتعلم كيفية بناء هذه الدولة.. ومن الواجب على الجميع درس هذا العهد وتدريسه لا سيما في معاهد ومراكز علوم السياسة والاقتصاد والإجتماع... وليس من السهل أن نجد وثيقة تعليمية مثل هذا العهد.. إن الإمام علي (عليه السلام) في هذا العهد يركز كثيرا على صلاح الحاكم، ولا يرى صلاحاً للأمة من دون صلاح الحاكم، فلا مجال ولا مسموح للأمة أن تخطئ في تحديد الشخصية الأفضل لتولية الحكم... كما أنه ( عليه السلام يركز كثيرا على أن يكون فريق الحاكم بمختلف سلطاته التشريعية والقضائية والتنفيذية صالحة ومخلصة وأمينة.. كان الإمام (عليه السلام) يريد أن يقول فكروا واجتهدوا وتشاوروا وابحثوا وإدرسوا التجارب السابقة.. كل ذلك من أجل تشكيل الحكومة الصالحة العادلة.. فالحكومة الصالحة العادلة هي المفتاح إلى التقدم والحضارة وهي السبيل الذي
يوصل إلى الجنة...