تفاصيل الكتاب
توصَّل البحثُ بعد دِراسة تاريخ انتشار المسيحيَّة فِي البلاد العربيَّة، وَتسليط الضَّوء عَلَى تاريخ ترجمات الأَناجيل، وَالاطّلاع عَلَى تاريخ كِتابة إِنجيل يُوحَنَّا موضع البحث، وَتحقيق مخطُوطة إِنجيل يُوحَنَّا فِي مخطُوطتي الفَاتيكان، وَلِيدن، مُقارنةً بينَ تَرجمة "البُستاني –فاندياك" عَن اليُونانيَّة، وَالنَّصّ السُّرياني –البسيطة -، بعدَ أَنْ سلكَ البحثُ مَنهجًا استقرائيًّا تَحليليًّا إِلَى الآتي:
- دَلَّت بعضُ النّصوص الَّتِي كُتبت عَلَى حواشي صحائف المخطوطة مِن: تواريخ، وَأَلفاظ، وَتراكيب، وَأَسلوب، وَنوع الخَطّ الَّذِي استُعمل فِي كِتابة المخطُوطة عَلَى أَنَّها كُتبت فِي العِراق غَرب الفُرات، ثُمّ نُقلت إِلَى مِصر، أَوْ كُتبت فِي مِصر بِحسب الأَدلّة المَاديَّة المتوافرة الَّتِي تُرجِّح كفَّة مِصر، معَ أَنَّ الثَّقافة الَّتِي فِي مِصر وَفِي العِراق وَفِي الأَندلس وَفِي كُلِّ البُلدان الإِسلاميَّة، تَأثَّرت بِبعضِها، وَعَلَى رَأسِها الثَّقافة العِراقيَّة فِي القرُون الأَربعة الهجريَّة الأُولى؛ لِذَا رَجَّح البحثُ عَبْرَ الأَدلَّة أَنَّ مخطُوطة الفَاتيكان، كُتبت فِي القَرن الرّابع الهجري -العَاشر الميلادي.
- كُتبت المخطُوطة الثّانية –مخطُوطة لِيدن -بِتاريخٍ أَحدَث مِن الأُولى، يُقدَّر فِي القَرن الحادي عَشر الميلادي، أَوْ بعده.
- اتَّسمت المخطُوطة بلُغةٍ أَدبيَّةٍ، وَبلاغيَّةٍ رَفيعةِ المُستوى، معَ تكلُّف وَاضح فِي اختيار الأَلفاظ.
- أَبرز ظواهرِها البَلاغيَّة: السَّجْع، وَالتَّضمين القُرآني، وَالمُحسّنات اللَّفظيَّة.
- كَانت ترجمة المخطُوطة إِلَى العَربيَّة، غَير حَرفيَّة، بَلْ أَدبيَّة مَعَ الحفاظ عَلَى أَصل المعنى.
- تَأثَّرت نُصوصها بِلُغة، وَثقافة القَرن الرّابع الهجري.
- تضمّنت المخطُوطة: كَلمات، وَعبارات، وَأساليب قرآنية، وَأَدبيّة إِسلاميَّة، وَهُو مِن الأسلوب الفنّي لذلك العصر.
- حلَّ البحثُ -بعد دراسة، وَتحقيق المخطوطة -الإِشكاليات الآتيَّة:
- كُتبت –بحسب الدِّراسة، وَالتَّحقيق -بعدَ ظهور الإسلام وَليس قبله.
- تأثّرت نُصوص المخطُوطة تأثّرًا جليًّا بالبيئة، وَالثَّقافة الإِسلاميَّة وَليس العكس.
- دراسة المخطُوطة، وَتحقيقها، وَإِظهَارها مِن بوتقة خَزائن المَكتبات إِلَى الباحثين وَالدَّارسين، يُغني المَكتبات العربيَّة عامَّة، وَالمسيحيَّة خاصَّة، وَتُعرِّفهم عَلَى ثقافة، وَأَدب الكُتّاب المسيحيين فِي ذلك العصر.
- أضحت المخطُوطةُ بعدَ دراستها، وَتحقيقها مصدرًا مُهمًّا بِيدِ الباحثين وَالدّارسين فِي علوم الأَديان، وَأدبيات الدِّيانة المسيحيّة.
- أَظهر البحثُ قِدم الدِّيانة المَسيحيَّة فِي العَالم العَربي، وَقِدم التَّرجمات السُّريانيَّة إِلَى العربيَّة.
- وَأجابتْ هذهِ الدِّراسةُ عَلَى إِشكَالات الدَّكتور الأب حنَّا إسكندر، وَأَكَّدتْ عَلَى حَاجةِ إِشكالاتهِ إِلَى الدَّليل العِلمي الصَّحيح.
- وَأَجاباتْ عَلَى مَنْ قَالَ بِوجودِ ترجمةٍ عرَبيَّةٍ لِلأنَاجيل قَبل الإِسلام، بِعدَم تَوافر الدَّليل المادي لديهم بعدَ أَنْ اعتمدُوا عَلى الاحتمالات والظّنون فقط.
وَبذلكَ تكُون هذهِ الدِّراسة حقَّقتْ بعضُ الفرضيّات الَّتي ذكرتُها فِي مُقدّمة الأُطروحة، وَأَجابتْ عَلى الإِشكالات، وَحقَّقتْ مَخطُوطًا مُهمًّا عَلَى المُستوى الدِّيني وَالأدبي، وَالعِلمي لَمْ يَسبقني –بِحسبِ اطّلاعي -إِليه أَحد.
وَمَا قدّمتُه مِن دِراسةٍ وَتَحقيقٍ، قَدْ بذلتُ فِيهِ غَاية جَهدي بيدَ أَنَّ العملَ البَشري، يَبقى نَاقصًا مَهمَا بُذِلَ فِيه، وَمَا الكمالُ إِلَّا للهِ سُبحانه وَتَعالى.