تفاصيل الكتاب
كتب الكثير عن المس بيل. وتتراوح الكتابات ما بين مادح وقادح، وما بين
الطابع السردي والتحليلي، وبالرغم من ذلك، فإن ما نشر لا يمثل إلا الجزء الطافي من جبل الجليد الغاطس : وهنا يتبادر إلى أذهان بعضهم
تساؤلات عديدة منها : - لماذا المس بيل.. وبعد كل هذه السنين المتطاولة، من غيابها عن الساحة
العراقية؟! وعلام هذا الإصرار على نبش القبور وقد قاربت ذكرى رحيلها على مشارف
القرن؟ !
ثم ما هي علاقتها بواقعنا البنيس الراهن، وهي التي غادرت دنيانا، منذ أمد
بعيد؟ !
هذه التساؤلات وغيرها بعضها تبدو مشروعة، وبعضها مغرضة، أو في أقل التقادير ساذجة. تتكفل مضامين الكتاب الإجابة عليها، وبلغة الأرقام التي لا تدحض.
وإزاء شخصية مثيرة من نمط المس بيل ذات الفعالية الزاخرة بالتنوعات الهائلة، وحضورها الميداني، سواء وهي تجوب رمال الصحراء، وحدها غالبا، أو وهي : لتعايش مع الوضع العراقي الشديد التعقيد، والشائك على امتداد التاريخ كل هذا وغيره مما يضاعف من صعوبة محاولة الخوض في ما خضنا فيه .
نامل أن يكون التوفيق قد أسعفنا في مسعانا هذا، وإلا فإن المحاولة لا تعدو كونها جهد المقل، وتبقى خفايا المس بيل أكثر مما يتصوره المطلعون على خبايا دهاليز الغرف المظلمة.