تفاصيل الكتاب
في توضيح تلك السياسة الاستبدادية التي سار عليها محمد علي شاه التي لم يقتصر خلال مدة حكمه على محاربة الدستور ودعاة الحرية حسب ، بل كان همه تحطيم كل شيء يسعى إلى الحد من سلطته ومراقبة سياسته ومنعه من ممارسة صلاحياته الاستبدادية ، إذ كان يعتقد أنَّ تدمير مجلس الشورى الوطني والقضاء على الثورة الدستورية في طهران نهاية الثورة وتوفير الفرصة المناسبة له في ممارسة سياسته الاستبدادية ، إلا أنّ قادة الثورة الدستورية والثوار معاً كانوا أكثر ادراكاً من سياسته بعد أنْ وقفوا بقوة أمام استبداد الشاه وسعوا ليس إلى اعادة الحياة الدستورية من جديد لإيران حسب ، بل تمكنوا أخيراً من خلع محمدعلي شاه من العرش القاجاري في ملحمة بطولية من الصراع الذي قادته نُخب الثوار الأحرار وقادتهم ، والذي أدى إلى انتصار المجاهدين الأحرار ، الأمر الذي زاد من أهمية الثورة الدستورية الإيرانية وليكون مصير محمد علي شاه النفي خارج البلاد ، ولهذا مثل هذا الاصرار الثوري للدستوريين والملاحم البطولية التي خاضها الثوار الدافع الحقيقي والرغبة الأكثر تأثيراً في التوجه لدراسة سياسة محمد علي شاه الاستبدادية وردود الأفعال الثورية تجاهها خلال سنوات حكم الأخير القصيرة ، والتي لم أجد أحداً من الباحثين انفرد في كتابة بحثٍ مستقلٍ لها ، الأمر الذي يزيد في أهميتها العلمية ويؤكد اصالتها نتيجة لما تقتضيه تطورات الأحداث الإيرانية خلال عهد محمد علي شاه وتفاعلها وخلفيات تسلسلها الزمني ومدى تأثيرها على الساحة السياسية الإيرانية ، ارتأينا تقسيم الدراسة على مقدمة وستة فصول وخاتمة ، تضمنت المقدمة توضيح فكرة الموضوع والأهمية التي تميز بها ، فضلاً عن الدافع الحقيقي والرغبة العلمية من وراء الكتابة عنه ، وبيان مفردات فصوله كافة والاشارة إلى أهمية المصادر والمراجع المعتمدة في الدراسة