تفاصيل الكتاب
يعد محسن الرفيعي واحد من الشخصيات العسكرية المهمة في تاريخ العراق المعاصر ، والتي احتلت واجهة الأحداث في أهم مرحلة منه ، ألا وهي مرحلة العهد الجمهوري الأول ، إذ تسلم الرفيعي مسؤولية مديرية الاستخبارات العسكرية بعد تسعة أشهر من ثورة الرابع عشر من تموز 1958 , فكان الرجل الاول فيها ، وبقي في منصبه حتى الثامن من شباط 1963.
وتأتي أهمية شخصية الرفيعي كونه قريب جداً من الزعيم عبد الكريم قاسم في كل مفاصل حركته وحركة الدولة آنذاك ، وعاش عن كثب أسرار تلك المرحلة ، واطلع على أدق تفاصيلها ، وحجم وعمق الصراعات التي حدثت بين رموزها .
وعلى الرغم من أن الرفيعي لم يكشف في مذكراته عن أسرار الدولة الاستخبارية آنذاك من منطلق أخلاقي ، بوصفه كان مؤتمناً عليها ، الا أنه كشف لنا في مذكراته العديد من الأسرار المتعلقة بتلك المرحلة ، لاسيما ما يتعلق بشخصياتها ، وعلاقتهم مع بعضهم ، وأسرار التنظيمات السياسية التي كانت تنشط تلك الآونة ، فضلاً عن تشكيل تنظيم الضباط الأحرار ، والمشاكل والإخفاقات التي وقع فيها ، والتي أدت بمجملها إلى الصراع بين قادة الثورة ، الامرالذي قاد فيما بعد إلى العديد من الانقلابات العسكرية في العراق ، لاسيما في مرحلة الستينيات من القرن الماضي .