تفاصيل الكتاب
ما لم يقله جورج بوش بعد احتلال العراق ؛ قالها صراحة جو بايدن، حين أعلن بعد خروج قواته من افغانستان عام 2021 " إن الولايات المتحدة، لم تذهب الى افغانستان لبناء دولة". لقد صنعت الولايات المتحدة، أسس الدولة الفاشلة في العراق من خلال إقامة دولة المكونات التي كانت بمثابة الحلوى للشيعة، والسراب للسنة، والحلم للكرد؛ فقد توهم الشيعة باعتبارهم الأكثرية، أن الامساك بمقاليد الحكم
سينهي الحرمان والقمع والاضطهاد الذي تعرضوا له على مدى قرون طويلة؛ فيما أصبح السنة الذين
كانوا الطبقة الحاكمة في البلاد، يهرولون وراء سراب استعاده السلطة المفقودة. اما الكرد، فكانوا
مشدودين رومانسياً لتحقيق الحلم التاريخي بإقامة الدولة الكردية.
بعد فترة وجيزة، اكتشف الشيعة، أنّ دولة المكونات، التي يقودونها، ليست أكثر من حلوى فاسدة، حين
تذوقوا مرارتها، بتكفيرهم، وانتهاك مقدساتهم، وقتلهم بطريقة وحشية، بالسيارات المفخخة، والأحزمة الناسفة. ولم يجن السنة من لافتة المقاومة والعنف، سوى الدمار والخراب، والتشريد، فأصبحوا بين
عشية وضحاها لاجئين في بلادهم. ولاحظ الكرد الذين كانوا يعيشون على مدى العقود الماضية بين " المأساة والحلم" ، كيف تخلى عنهم الجميع، الحلفاء والاصدقاء، بعد استفتاء عام 2017، فوجدوا أنفسهم
في اللحظة الحرجة، أنهم كانوا في حلم زائف.
هذا الكتاب، يسلط الضوء على الأزمات، والتحديات الخطيرة، التي تعرض لها العراق خلال عهد نوري المالكي على مدى ثماني سنوات، وخفايا الدور الذي قامت به الولايات المتحدة بعد الاحتلال المباشر
لبغداد، واندلاع الحرب الطائفية، ومروراً بالأزمات الداخلية والخارجية، وصولاً الى الاحتلال غير
المباشر للموصل الذي نفذه تنظيم داعش، وبما يخدم الاستراتيجية الاميركية في المنطقة